أعلن نادي ريال مدريد أنه سيقوم بمقاضاة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بعد أن رفضت محكمة إسبانية الاستئنافات المقدمة من يويفا بشأن حكم اعتبر أن الهيئة الحاكمة انتهكت قوانين المنافسة الأوروبية عندما منعت خطط السوبر ليغ. في يوم الأربعاء، أصدرت محكمة مدريد الإقليمية قرارها برفض استئناف يويفا، بالإضافة إلى استئنافات قدمتها رابطة الدوري الإسباني والاتحاد الإسباني لكرة القدم. وكان قد قرر محكمة العدل الأوروبية في ديسمبر ٢٠٢٣ أن القواعد التي استخدمتها الهيئات الحاكمة في كرة القدم، مثل يويفا والفيفا، لمنع السوبر ليغ كانت تتعارض مع قوانين الاتحاد الأوروبي وتستغل هيمنتها في السوق.
عبّر ريال مدريد عن سعادته بهذا الحكم، حيث جاء في بيان له أنه “مسرور” بالقرار الذي “يفتح الطريق للمطالبة بالتعويضات الكبيرة التي تكبدها النادي”. يأتي هذا الحكم بعد مرور أربع سنوات على انهيار مشروع السوبر ليغ الذي تم إطلاقه من قبل ١٢ نادياً من إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا، والذي واجه ردود فعل عنيفة من الجماهير وصانعي القرار. بينما صرح يويفا يوم الأربعاء بأن الحكم الأخير “لا يصادق على مشروع السوبر ليغ المتخلى عنه في عام ٢٠٢١”، مضيفاً أنه “لا يؤثر على القواعد الحالية المعتمدة من يويفا، والتي تم تحديثها في عامي ٢٠٢٢ و٢٠٢٤”.
تداعيات الحكم على مستقبل كرة القدم الأوروبية
في حين أن الحكم قد يعتبر انتصاراً لريال مدريد، إلا أن رابطة الدوري الإسباني أكدت احترامها للقرار ولكنها قللت من أهميته، مشيرة إلى أن “القرار لا يوافق أو يدعم أي تنسيق تنافسي محدد، ولا يتعلق بالمشروع الأولي المعلن عنه في عام ٢٠٢١، والذي تم تعديله منذ ذلك الحين”. وأوضحت الرابطة أن الحكم يركز فقط على الجوانب الإجرائية، مما يستدعي ضرورة أن تكون نظم التفويض قائمة على معايير شفافة وموضوعية وقابلة للمراجعة.
مستقبل السوبر ليغ تحت المجهر
لم يحدد ريال مدريد مقدار التعويضات التي يسعى للحصول عليها، ولكنه أضاف أنه سيواصل العمل من أجل مصلحة كرة القدم العالمية والجماهير. يبقى غير واضح مقدار الدعم العام الذي يتلقاه ريال مدريد ووكالة A22 Sports Management من الأندية الأوروبية الأخرى لأي خطة متجددة لاستبدال دوري أبطال أوروبا خارج سلطة يويفا. وقد بدا أن النادي الملكي هو آخر معقل للثوار المؤيدين للسوبر ليغ بالتعاون مع A22. بينما انسحب نادي يوفنتوس من المشروع العام الماضي واقترب برشلونة أكثر من يويفا في الأشهر الأخيرة.
في الوقت نفسه، تتزايد قوة المجموعة الجديدة المعاد تسميتها لأندية كرة القدم الأوروبية، التي يقودها رئيس باريس سان جيرمان ناصر الخليفي – الذي يجلس أيضًا في اللجنة التنفيذية ليويفا وحكومة قطر – حيث تضم الآن حوالي ٨٠٠ نادٍ. هذه المجموعة لديها تأثير كبير في تشكيل القرارات الرياضية والتجارية لدوري أبطال أوروبا وغيرها من مسابقات يويفا. ومن الجدير بالذكر أن ريال مدريد ليس عضواً في مجموعة الأندية الأوروبية.
هل يمكن لريال مدريد إعادة إحياء مشروع السوبر ليغ وسط هذه الظروف؟ ستبقى الأعين متوجهة نحو التطورات المقبلة.


Commentaires
0 commentaires
Connectez-vous pour commenter