ريال مدريد: التوترات الداخلية تتصاعد مع زابي ألونسو

يعيش نادي ريال مدريد فترة من التوترات الداخلية رغم تصدره لجدول الدوري الإسباني وتأهله الجيد لدور الـ ١٦ من دوري أبطال أوروبا.

فبعد الهزيمة المفاجئة أمام ليفربول في آنفيلد والتعادل المخيب للآمال ضد رايو فاييكانو، أصبح هناك شعور عام بعدم الرضا داخل النادي. على الرغم من أن النتائج بشكل عام لا تزال إيجابية، إلا أن الأداء في المباريات الأخيرة أثار قلقاً كبيراً بين الجماهير والإدارة على حد سواء. في هذا السياق، يتساءل المسؤولون في النادي عن قدرة المدرب زابي ألونسو على إدارة الفريق، حيث يبدو أن سلطته بدأت تتآكل وفقاً لمصادر مقربة من النادي.

أسلوب لعب ألونسو تحت المجهر

تم التعاقد مع زابي ألونسو بناءً على أسلوبه الجذاب الذي قدمه مع باير ليفركوزن، والذي يعتمد على الضغط العالي واللعب الجماعي. ومع ذلك، لم يتمكن المدرب الإسباني حتى الآن من تطبيق فلسفته بشكل كامل مع ريال مدريد. تشير التقارير إلى أن تعليماته المتعلقة بالضغط والتنظيم الدفاعي تُطبق بشكل جزئي فقط، مما أدى إلى عدم استقرار أداء الفريق خارج ملعبه، خاصة في المباريات ذات الوتيرة العالية. كما لوحظ أن الفريق يعاني من اعتماد مفرط على النجم كيليان مبابي؛ فعندما يكون مبابي غير متألق، يتراجع الأداء الهجومي للفريق بشكل ملحوظ، وهو ما رصدته الإدارة خلال تحليلاتها الفنية.

الإدارة تواجه تحديات متعددة

تستمر القضايا التحكيمية في التأثير على أجواء النادي، حيث تم تجاهل احتساب ركلتي جزاء لصالح الفريق في مباراة فاييكانو، مما زاد من حدة الإحباط. ومع ذلك، لا يمكن إلقاء اللوم بالكامل على التحكيم؛ إذ يُنتقد ألونسو أيضاً لعدم اتخاذ قرارات حاسمة. بعض اللاعبين الذين يعانون من تراجع مستواهم يحافظون على أماكنهم الأساسية، بينما يتم إبعاد الشبان الموهوبين مثل غونزالو وإندريك عن التشكيلة الأساسية. هذه الديناميكية قد تسببت في شعور بعدم الارتياح داخل الفريق.

يذكر العديد من أساطير النادي أن المدرب يجب أن يتمتع بسلطة واضحة داخل غرفة الملابس؛ وإلا فإنه قد يفقد السيطرة على المجموعة. ستوفر فترة التوقف الدولي المقبلة فرصة حاسمة لألونسو للتفكير في الوضع الحالي وتحليل أسباب تراجع الأداء الجماعي وإعادة تحديد أولوياته. بينما يحتفظ ريال مدريد بصدارة الدوري بفارق مريح، فإن عدم تسجيل الأهداف في آخر مباراتين يعد إنذاراً قوياً. في نادٍ مثل ريال مدريد حيث المتطلبات دائمًا مرتفعة، فإن الثبات ليس خيارًا متاحًا.