في أبريل ٢٠١٦، واجه ريال مدريد موقفًا صعبًا بعد خسارته ٢-٠ في ألمانيا أمام فولفسبورغ، مما جعله بحاجة ماسة إلى الفوز في مباراة الإياب للتأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. في ظل تصاعد الضغط، يتذكر ديفيد بيتوني، المدرب المساعد السابق لزين الدين زيدان، لحظة حاسمة من الحصة التدريبية الأخيرة قبل المباراة. يقول بيتوني: “سألت رونالدو إن كان بخير، فأجابني: لا تقلق، سأحرز ثلاثة أهداف غدًا”. تلك الثقة التي أظهرها النجم البرتغالي تركت أثرًا عميقًا على بيتوني، الذي رد عليه قائلاً: “فقط أنت تستطيع فعل ذلك”.
عندما جاء موعد المباراة، امتلأ ملعب سانتياغو برنابيو بالجماهير المتحمسة. خلال الربع ساعة الأولى، بدأ رونالدو بتحويل وعده إلى حقيقة. سجل هدفين سريعين أعادا ريال مدريد إلى التعادل ٢-٢ في مجموع المباراتين. وبعد مرور ساعة من اللعب، أضاف هدفًا ثالثًا من ضربة حرة مباشرة رائعة، ليؤكد تأهل النادي الإسباني.
لحظة تاريخية
تلك الليلة ستظل عالقة في ذاكرة عشاق كرة القدم كواحدة من أبرز اللحظات في مسيرة رونالدو الأوروبية. يقول بيتوني متحدثًا عن أداء رونالدو: “إنه أمر مذهل”. الأداء الذي قدمه رونالدو لم يكن مجرد عرض فردي مميز، بل كان نقطة تحول حاسمة في موسم ريال مدريد. بعد أسابيع قليلة من تلك المباراة، توج ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الحادية عشرة، حيث كانت تلك العودة أمام فولفسبورغ واحدة من الشرارات الأساسية التي أشعلت هذه المسيرة.
أثر الأداء على الفريق
بعد تلك المباراة، أصبح واضحًا أن ريال مدريد قد استعاد ثقته بنفسه. الأداء الرائع لرونالدو لم يعزز فقط آمال الفريق في دوري الأبطال، بل أعاد أيضًا الروح المعنوية للفريق بأكمله. هذا النوع من العروض يُظهر لماذا يُعتبر رونالدو واحدًا من أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ. هل يمكنه الاستمرار في تقديم مثل هذه العروض المذهلة؟
في النهاية، تظل تلك المباراة ضد فولفسبورغ مثالًا على قدرة ريال مدريد على التغلب على الصعوبات. مع وجود لاعب مثل رونالدو، الذي لا يعرف معنى الاستسلام، فإن الآمال دائمًا ما تبقى حية. هل سيكون هناك المزيد من اللحظات التاريخية في المستقبل؟


Commentaires
0 commentaires
Connectez-vous pour commenter