في تحول غير متوقع، شهد رودريغو غيابًا ملحوظًا عن تشكيلة ريال مدريد، حيث انتقل من نجم مؤثر إلى بديل في فترة زمنية قصيرة. منذ انضمامه إلى النادي الملكي في عام ٢٠١٩ قادمًا من سانتوس، استطاع رودريغو أن يثبت نفسه كأحد العناصر الأساسية في الفريق. تحت قيادة زين الدين زيدان، أصبح لاعبًا محوريًا، واستمر في تألقه مع كارلو أنشيلوتي، حيث شارك في أكثر من ٢٨٠ مباراة وسجل ٦٨ هدفًا خلال ستة مواسم. كما ساهم في تحقيق النادي للقب دوري أبطال أوروبا مرتين في عامي ٢٠٢٢ و٢٠٢٤.
تألق رودريغو في موسم ٢٠٢٢-٢٠٢٣ كان بارزًا، حيث سجل ١٩ هدفًا وقدم ١٠ تمريرات حاسمة. ومع ذلك، فإن الموسم الحالي يبدو مختلفًا تمامًا؛ فقد أصبح اللاعب البالغ من العمر ٢٤ عامًا يتواجد غالبًا على مقاعد البدلاء. بعد قدوم المدرب الجديد خابي ألونسو، تغيرت ديناميكية الفريق بشكل جذري، ليجد رودريغو نفسه يتراجع في سلم الأولويات لصالح لاعبين أصغر سنًا مثل ماستانتوونو (١٨ عامًا) وغونزالو غارسيا (٢١ عامًا).
تحول مفاجئ في التشكيلة
بدأت هذه التغيرات خلال كأس العالم للأندية الصيف الماضي. على الرغم من تقديمه أداءً جيدًا في المباراة الوحيدة التي بدأها بتسجيل تمريرة حاسمة، إلا أنه لم يحصل على فرصة اللعب بعدها. منذ ذلك الحين، لم يتمكن من استعادة مكانته الأساسية، حيث لم يحصل سوى على أربع فرص للعب كأساسي هذا الموسم، وغالبًا ما تكون هذه الفرص قصيرة الأمد دون تسجيل أي أهداف.
التحديات والثقة المفقودة
حتى عندما يبدأ مباراة كما حدث ضد إلتشي يوم الأحد الماضي، يُستبدل رودريغو أولاً، مما يعكس افتقار الثقة فيه. بالنسبة للاعب الذي اعتاد على الاستقرار والتطور، فإن هذا الوضع يمثل صدمة كبيرة. ومع ذلك، يظل رودريغو مثالا للتفاني والاحترافية؛ فهو لم يظهر أي علامات على الاستياء أو الغضب علنًا. وعند سؤاله عن وضعه الحالي مع المنتخب البرازيلي، أكد أنه يدرك صعوبة المرحلة ولكنه مصمم على العمل بجد لاستعادة ثقة مدربه.
على الرغم من كل ما سبق، لا يزال هناك تساؤلات حول مستقبله. الصيف الماضي، كان هناك اهتمام من عدة أندية إنجليزية بالتعاقد معه، لكنه اختار البقاء مع ريال مدريد معتقدًا أنه سيستعيد مكانته. ولكن الآن، هل كان هذا القرار صحيحًا؟ الفريق الملكي يحتاج إلى لاعب مثل رودريغو لتعزيز قدراته الهجومية خاصةً عندما لا يكون فينيسيوس جونيور في أفضل حالاته.
في النهاية، يبقى السؤال مطروحًا: هل سيتمكن رودريغو من العودة إلى مستواه المعهود؟ تاريخ ريال مدريد مليء بالقصص عن عودة اللاعبين الذين واجهوا صعوبات كبيرة. ومع وجود لاعب مثل رودريغو الذي يعرف كيف يواجه التحديات، يبقى الأمل قائمًا.


Commentaires
0 commentaires
Connectez-vous pour commenter