جود بيلينغهام: رحلة البحث عن التألق المفقود

يواجه جود بيلينغهام، لاعب ريال مدريد، تحديات كبيرة منذ عودته إلى الملاعب بعد الإصابة التي تعرض لها في مباراة الديربي ضد أتلتيكو مدريد. على الرغم من تسجيله ٤ أهداف وصناعته ٢ تمريرات حاسمة، إلا أن الأداء العام للاعب الإنجليزي لا يعكس مستواه المعتاد. بعد غيابه عن أول أربع مباريات من الموسم، عاد بيلينغهام ليظهر في مواجهة أتلتيكو، لكن بدا واضحًا أن فترة إعداده المحدودة أثرت على أدائه.

وفقًا لتقارير صحيفة “آس”، بدأ اللاعب رقم ٥ في ريال مدريد يستعيد بعض من إيقاعه مع مرور المباريات. وقد أثار أداؤه المميز في الكلاسيكو الأخير، حيث سجل هدفًا وقدم تمريرة حاسمة، حماس الجماهير. ومع ذلك، تراجع تأثيره في المباريات التالية، مما يزيد من تعقيد وضعه خاصة بعد خضوعه لجراحة في الكتف عقب كأس العالم للأندية، وهو ما أثر على انسجامه مع أسلوب لعب المدرب خابي ألونسو.

دعم المدرب والتحديات التكتيكية

خلال هذه الفترة الصعبة، أعرب ألونسو عن دعمه لبيلينغهام، حيث قال: “أنا معه يوميًا وأراه جيدًا. لديه رغبة قوية في تقديم الأفضل. بالطبع يشعر كما يشعر جميع اللاعبين: نحن غير راضين عندما لا نفوز.” وأكد ألونسو على أهمية مساعدة بيلينغهام في استعادة مستواه وعودته للعب بحرية.

التوازن مع زملائه

من المهم أيضًا الإشارة إلى أن بيلينغهام انضم إلى فريق كان قد حقق نتائج جيدة قبل قدومه. اللاعب أردا غولر، على وجه الخصوص، أصبح قائد خط الوسط في الفريق الملكي. ومع ذلك، فإن التنسيق بين اللاعبين يبدو معقدًا حيث يجد الثنائي صعوبة في إيجاد التوازن المطلوب داخل الملعب. وقد أشار ألونسو إلى هذه الديناميكية بقوله: “بعد المباراة ضد برشلونة أو تلك ضد فالنسيا، ربما لم يكن هناك من يطرح هذه الأسئلة.” وأكد أن الفريق فقد بعض الجودة والطاقة.

على الرغم من هذه التحديات، يبقى ألونسو متفائلًا بأن بيلينغهام وغولر يمكنهما التكيف والعمل معًا بشكل فعال.

بدايات واعدة في سان ماميس

بدأت رحلة جود بيلينغهام مع ريال مدريد بشكل إيجابي في ملعب سان ماميس. ففي ١٢ أغسطس ٢٠٢٣، سجل هدفه الأول مع الفريق الأبيض خلال الفوز ٢-٠ على أتلتيك بلباو. كما كانت تلك المباراة فرصة له لاستعراض احتفاله الشهير بفتح ذراعيه كما لو كان يحتفل أمام تمثال كوركوفادو. هذا الهدف الأول كان بمثابة انطلاق موسم استثنائي للاعب الشاب الذي تمكن لاحقًا من تحقيق دوري الأبطال والدوري الإسباني في عامه الأول مع النادي.

بخلاف الأرقام المثيرة للإعجاب التي حققها – ٢٣ هدفًا و١٣ تمريرة حاسمة – أصبح بيلينغهام قائدًا ضمن تشكيلة المدرب كارلو أنشيلوتي. وقد كان تأثيره على الملعب كبيرًا لدرجة أنه حصل على المركز الثالث في جائزة الكرة الذهبية، وهو تكريم مستحق للاعب الذي تألق منذ بداياته مع النادي.

بينما يستعد ريال مدريد لمواجهة تحديات جديدة قادمة، تبقى التساؤلات قائمة: هل سيتمكن جود بيلينغهام من استعادة مستواه الذي أدهش الجميع خلال موسمه الأول؟ تتزايد التوقعات، ومن الضروري له أن يستعيد ثقته وكفاءته داخل الملعب.