ريال مدريد: أداء مخيب للآمال أمام جيرونا

سجل ريال مدريد نتيجة مخيبة للآمال مجددًا، حيث انتهت مباراته مع جيرونا بالتعادل، ليحقق بذلك تعادله الرابع على التوالي في الدوري الإسباني. رغم أن النقطة التي حصل عليها الفريق ضد أولمبياكوس قد تبدو إيجابية على الورق، إلا أن الأداء الجماعي لم يكن مقنعًا كما كان في المباريات السابقة ضد رايو فاليكانو وإلتشي وجيرونا. هذه النتائج تثير القلق حول قدرة الفريق على خلق الفرص خلال مرحلة الاستحواذ.

خلال المباراة ضد الفريق اليوناني، اتبعت استراتيجية المدرب مينديليبار أسلوبًا جريئًا من خلال اعتماد خط دفاعي متقدم. هذه الخطوة سمحت للاعبي ريال مدريد باستغلال المساحات وفتح اللعب في العمق، وهو ما يجيدونه تقليديًا. وعلى النقيض من ذلك، يبدو أن ميشيل قد تعلم من أخطائه السابقة؛ ففي عودته إلى الدوري الإسباني على ملعب سانتياغو برنابيو في ٢٠٢٤، حاول هذا الأسلوب ولكنه تعرض لهزيمة قاسية بنتيجة ٤-٠. لذا، اختار في مباراة مونتيليفي عدم المجازفة، مدركًا صعوبة ريال مدريد في استغلال الفرق التي تتكتل دفاعيًا.

تكتيك وابتكار في تراجع

نجح خطة ميشيل بشكل كبير، حيث افتقر لاعبو ريال مدريد إلى العناصر الأساسية التي يحتاجونها عند مواجهة فريق يتكتل دفاعيًا: مثل الحركة حول حامل الكرة، والتحركات بدون كرة، والوجود الفعال في منطقة الجزاء. كما أن غياب لاعب مرن قادر على التواجد بين الخطوط، مثل لوكا مودريتش، كان واضحًا. بالإضافة إلى ذلك، تم تجاهل الجانب الأيمن هجوميًا، حيث يفضل كل من فينيسيوس جونيور وكليان مبابي وجودهما على الجهة اليسرى. وقد افتقر اللاعبان إلى الدقة في اللمسة الأخيرة خلال الفرص القليلة التي أتيحت لهما. من بين ٢٥ تسديدة قام بها ريال مدريد، لم تصب سوى أربع منها المرمى، وهي إحصائية مثيرة للقلق تعكس عدم دقتهم.

ثغرات دفاعية مقلقة

من الناحية الدفاعية، تثير الأداءات الأخيرة تساؤلات أيضًا. يبدو أن الضغط العالي الذي شهدناه في بداية الموسم قد اختفى منذ مباراة برنابيو ضد أولمبيك مارسيليا. وعلى الرغم من تصريحات زابي ألونسو بأن هذا التراجع ليس نتيجة لإدارته التكتيكية، إلا أنه يطرح تساؤلات حول مدى انخراط اللاعبين بدون الكرة أو ما إذا كان النظام المعتمد غير ملائم لتعزيز ضغط فعال. أظهر أوريلين تشواميني، الذي يُفترض أن يكون الضامن للتوازن الدفاعي، حدوده أمام جيرونا حيث تجنب عدة مواجهات حاسمة.

مع تشكيل كان يمكن أن يوحي بعودة إلى النظام الذي يعتمد على ثلاثة مدافعين مركزيين واثنين من الأجنحة – وهو نظام أثبت فعاليته خلال كأس العالم للأندية – يُعتبر غريبًا أن زابي ألونسو لم يعتمد على نظامه المفضل. ومع اقتراب ريال مدريد من مواجهة حاسمة في سان ماميس، تبرز الحاجة إلى إعادة تحفيز اللاعبين. قد تمنحهم انتصار مقنع فرصة للخروج من الأزمة الحالية التي يمرون بها. خلال المباريات الثلاث الأخيرة في الدوري الإسباني، لم يتمكن ريال مدريد من افتتاح التسجيل. لذا سيكون من الحكمة أن يدخلوا هذه المواجهة على الأراضي الباسكية بالشغف المطلوب لمثل هذه المباريات.

تتزايد الضغوط على اللاعبين لاستعادة مستواهم وتصحيح المسار قبل فوات الأوان.