ريال مدريد : عودة قوية بقيادة مبابي

استعاد ريال مدريد توازنه أخيراً بعد فترة من الشكوك، حيث حقق انتصاراً مريحاً على أتلتيك بلباو بنتيجة ٠-٣ في ملعب سان ماميس. قدم الفريق أداءً جماعياً متماسكاً، مما أعطى دفعة معنوية للمدرب خابي ألونسو وسط الانتقادات المتزايدة. منذ بداية المباراة، فرض الميرينغي إيقاعهم المعتاد، متفوقين على أتلتيك بلباو الذي بدا عاجزاً أمام سرعة ودقة اللعب المدريدي. كان الفريق يظهر ككتلة واحدة، حيث كانت التحولات سريعة والأفكار واضحة بشكل أكبر مما كانت عليه في المباريات السابقة.

ريال مدريد يستعيد هويته

بعد شهر نوفمبر الصعب الذي شهد نتائج مخيبة للآمال، كانت المخاوف تتعلق بمستوى الأداء. فقد تركت العروض الأخيرة انطباعاً عن فريق بلا هوية، متردداً وغير قادر على فرض أسلوب لعبه أمام خصوم يعتبرون في متناول اليد. لكن في سان ماميس، تغير كل شيء. منذ الدقائق الأولى، ظهرت أفكار المدرب خابي ألونسو بوضوح: كتلة دفاعية مرتفعة ورغبة في الضغط على أتلتيك بلباو. النظام التكتيكي المرن، الذي كان ٤-٤-٢ على الورق، تحول إلى ٣-٥-٢ عندما كان أوريلين تشواميني يتراجع بين المدافعين.

في هذا الإطار، تمكن فينيسيوس ومبابي من تعزيز تواصلهما، بينما لعب ترينت ألكسندر-أرنولد دوراً حاسماً في بناء اللعب وتحويله، مما أضاف جودة فنية حقيقية في التمريرات الأولى. لقد عاد ريال مدريد إلى الظهور بمستوى عالٍ من الكثافة والضغط المنظم، مع عنفوان في المواجهات لم نشهده منذ أسابيع. ورغم أن الأداء لم يكن مثالياً بعد، إلا أنه يعد واحداً من أفضل العروض هذا الموسم.

مبابي يتألق مجدداً

قدم كيليان مبابي عرضاً فردياً رائعاً آخر. سجل هدفين من مجهودات شخصية وصنع هدفاً لكامافينغا، مع إحساس دائم بأن الأمور قد تتغير كلما انطلق بالكرة. لقد قاد الفرنسي إيقاع المباراة واتخذ القرارات الصحيحة وخلق المساحات وعاقب أتلتيك بلباو بسهولة ملحوظة. وبالإضافة إلى الأرقام، قدم مبابي أداءً شمولياً: كان متاحاً في دوائر التمرير، مشاركاً في الضغط، وحاسماً عند استلام الكرة.

مبابي يعادل الآن عدد أهداف كريستيانو رونالدو في عام ٢٠١٢ (٦١ هدفاً)، وهو ثالث أفضل موسم للبرتغالي. كما أنه يسجل رابع أفضل مجموع تم تسجيله من قبل لاعب في ريال مدريد خلال عام واحد. إن استمراره بمستوى عالٍ يثير الإعجاب ويؤكد أنه أحد أبرز الأسلحة الفتاكة في كرة القدم العالمية اليوم.

ومع ذلك، كانت هناك نقاط سلبية خلال هذه المباراة المثالية تقريباً: الإصابات. تعرض كل من إدواردو كامافينغا وترينت ألكسندر-أرنولد لإصابات خلال اللقاء. خرج كامافينغا بعد تدخل قوي في الدقيقة ٦٧ وهو يعرج ويعاني من إصابة في الكاحل الأيسر. قبل ذلك بقليل، اضطر ألكسندر-أرنولد أيضاً لمغادرة الملعب بسبب إصابة عضلية في الفخذ.

هذه الإصابات قد تؤثر سلباً على زخم الفريق الذي بدأ يستعيد ثقته وأسلوبه الجماعي. إذا استمرت غيابات اللاعبين الرئيسيين لفترة طويلة، فستكون ضربة قوية للفريق الذي بدأ يكتسب استقراره تحت قيادة ألونسو.

مع عودة الثقة الجماعية والاعتماد على النجوم الفردية لتحقيق الانتصارات، يعود ريال مدريد ليكون آلة صعبة الإيقاف وخصماً مخيفاً. سيكون عليهم تأكيد هذا الأداء القوي خلال الأسابيع المقبلة، خاصةً أمام مانشستر سيتي في دوري الأبطال. وفي الوقت الحالي، يمكن لخافي ألونسو أن يرتاح قليلاً بعد هذه النتيجة المريحة.