لم يكن المشهد بعد مباراة ريال مدريد ضد مانشستر سيتي في ١٠ ديسمبر عادياً على الإطلاق. بعد الهزيمة القاسية ١-٢ في دوري أبطال أوروبا، انفجر غضب الجماهير في ملعب سانتياغو برنابيو، حيث عبر المشجعون عن شعورهم بالإهانة والخيبة.
في مقاطع الفيديو التي بثها برنامج “إل شيرينغيتو”، أطلق المشجعون هتافات تعبر عن الاستياء العميق، واصفين أداء اللاعبين بالكارثي. “إنه عار!” كان أول ما سمع في الفيديو، وسرعان ما تحولت هذه الصرخة إلى سيل من الانتقادات. لم يقتصر الغضب على نتيجة المباراة فحسب، بل شمل أيضاً ما اعتبره المشجعون عدم التزام واضح من اللاعبين: “يلعبون ببطء!” و”لا أحد يركض في هذا الفريق!” يبدو أن الفجوة العاطفية بين الفريق والجماهير قد تعمقت بشكل كبير.
تحديات المدرب واللاعبين
واحدة من اللحظات الأكثر حدة كانت عندما هتف مجموعة من المشجعين “فينيسيوس اخرج!”، وهي عبارة نادرة تجاه لاعب عادة ما يحظى بحماية الجمهور. الأداء والسلوك الذي قدمه في تلك الليلة كانا غير مقبولين بالنسبة لهم. كما لم يسلم المدرب الإسباني “تشابي ألونسو” من الانتقادات، حيث طالب البعض برحيله رغم أن فترة وجوده مع الفريق لا تزال قصيرة. انتقد المشجعون عدم شجاعته في اتخاذ القرارات الضرورية: “سيموت دون أن يجلس اللاعبين الذين يجب أن يجلسهم، مثل فينيسيوس وبيلينغهام!” هذا التعليق يعكس أن النقاش قد تجاوز الملعب ليصل إلى غرفة الملابس وإدارة الفريق.
أزمة هوية ريال مدريد
العبارة الأكثر تكراراً في الفيديو الذي بثه “إل شيرينغيتو” كانت الأكثر دلالة: “عندما ترتدي قميص ريال مدريد، يجب عليك الدفاع عنه حتى الموت.” يعتبر المشجعون أن الفريق قد خان هذه المتطلبات المقدسة. بعضهم ذهب إلى حد المطالبة بثورة كاملة: “يجب على الجميع الرحيل باستثناء كورتوا. فريق ميت.” على صعيد الأداء الفردي، لم يتمكن سوى ثلاثة لاعبين من النجاة من انتقادات الجماهير: “تشواميني وكاريراس ورودريغو كانوا الأفضل في تلك الليلة.” الرسالة واضحة: الجهد والقتالية والشرف أصبحت المعايير الأساسية للحكم على اللاعبين، وقد فشل جزء كبير من الفريق في تلبية هذه المعايير.
هذه الأجواء تعكس أزمة رياضية وعاطفية حادة يعيشها ريال مدريد. الجماهير لا تنتقد فقط مباراة واحدة، بل تعبر عن قلقها بشأن ديناميكية الفريق بشكل عام والتي تعتبرها خطراً على مستقبل النادي. ملعب برنابيو، معبد كرة القدم الأوروبية، لم يشهد مثل هذا الغضب الجماعي تجاه لاعبيه منذ زمن طويل. الرسالة كانت واضحة وصارمة: لم يعد لدى ريال مدريد الحق في الخطأ. الضغط يتزايد، والمتطلبات تتصاعد، وصبر الجماهير بدأ ينفد. في هذا السياق المتفجر، كل مباراة أصبحت اختباراً للبقاء لفريق مطالب بإعادة اكتشاف الحمض النووي الذي صنع أسطورة النادي.


Commentaires
0 commentaires
Connectez-vous pour commenter