ريال مدريد : انتصار تاريخي أمام فولفسبورغ رغم النقص العددي

بعد الهزائم المتتالية أمام برشلونة وآرسنال، قدمت لاعبات ريال مدريد عرضاً مبهراً في دوري أبطال أوروبا. سرعان ما استعاد الفريق توازنه، حيث أظهر اللاعبات شجاعة كبيرة في المواجهات، وقوة في الضغط، وخصوصاً فعالية واضحة في تنفيذ الكرات الثابتة. جاء الهدف الأول عبر ركنية، حيث سجلت ماريا مينديز هدفاً رائعاً بعد أن ارتقى عالياً عند القائم الأول لتخدع الحارسة الألمانية.

هذا الهدف كان بمثابة دافع معنوي كبير للاعبات ريال مدريد، حيث منحهن الثقة لمواجهة عملاق أوروبي مثل فولفسبورغ، الذي يعتبر من الفرق القوية في هذا النوع من المباريات. لكن الأمور كادت أن تتغير قبل نهاية الشوط الأول، عندما حصلت لاعبة الفريق لاكرار على بطاقة حمراء بعد ارتكابها خطأ ثانٍ. التحول من حلم الانتصار إلى كابوس النقص العددي حدث في لحظات قليلة.

تغييرات تكتيكية حاسمة

مع بداية الشوط الثاني، كان على المدرب كيسادا إعادة تنظيم الصفوف. استبدل اللاعب ريدوندو بجالفيس لتعزيز الدفاع، مما جعل التحدي يبدو أكبر. ورغم النقص العددي، لم تستسلم اللاعبات واستمروا في تقديم أداء قوي. كما شهدت المباراة تألق الحارسة ميسا رودريغيز التي تصدت للعديد من الكرات الخطيرة.

لحظة الحسم

استمر فولفسبورغ في السيطرة على الكرة وخلق الفرص، لكن ريال مدريد تمسك بالأمل بفضل تحركات فالر وليندا كايسيدو. وفي لحظة حاسمة، تمكنت كارولين وير من استعادة الكرة لتطلق كايسيدو في هجمة سريعة. انطلقت لاعبة المنتخب الكولومبي من منتصف الملعب، متجاوزة الدفاع وسجلت هدفاً ثانياً ببرودة أعصاب مذهلة. كانت تلك اللحظة بمثابة ضربة قاضية للخصم.

ومع اقتراب نهاية المباراة، شهدت الأجواء توتراً إضافياً عندما تعرضت إيريس آشلي للطرد بعد احتكاك قوي مع الحارسة الألمانية. انتهى اللقاء بفوز ريال مدريد ٢-٠، رغم انتهاء المباراة بتسعة لاعبات فقط. أثبت الفريق قدرته على المقاومة والصمود تحت الضغط، مما يعكس روح المجموعة القوية.

هذا الفوز التاريخي ليس مجرد نتيجة بل هو تجسيد لعزيمة وإصرار لاعبات ريال مدريد على تحقيق النجاح في دوري الأبطال. تبقى هذه المباراة علامة فارقة في تاريخ النادي وتظهر إمكانياتهم الكبيرة.