ريال مدريد : عودة تاريخية إلى ملعب إيل برادو

يستعد فريق ريال مدريد اليوم، 17 ديسمبر 2025، لخوض أول مباراة رسمية له ضد فريق تالافيرا دي لا رينا. لكن هذه الزيارة ليست جديدة على تاريخ النادي الأبيض. في 23 مايو 2002، زار ريال مدريد ملعب إيل برادو بعد ثمانية أيام فقط من تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا التاسع أمام باير ليفركوزن في غلاسكو. لم تكن تلك المباراة رسمية، بل كانت مباراة ودية ذات قيمة رمزية كبيرة، حيث تم تنظيمها كجزء من انتقال اللاعب الشاب المحلي روبرتو لوبيز إلى النادي الملكي. في ذلك الوقت، قام المدرب فيسنتي دل بوسكي بإشراك تشكيلة مختلطة، حيث غابت الأسماء الكبيرة بسبب انضمام اللاعبين الدوليين إلى منتخباتهم استعدادًا لكأس العالم في كوريا واليابان.

ورغم غياب النجوم، شهد جمهور إيل برادو عرضًا لبعض لاعبي ريال مدريد المعروفين مثل ميشيل سالغادو، بافون، ميخيا، مكمانامان، فلافيو كونسيشاو، سيلاديس ومونيتيس. كما كانت تلك المباراة فرصة لتقديم بعض اللاعبين الشباب من ريال مدريد كاستيا الذين كانوا في خضم مرحلة حاسمة للصعود إلى الدرجة الثانية. انتهت المباراة بفوز ريال مدريد 4-1، كما ذكر موقع AS.

علاقة خاصة بين ريال مدريد وتالافيرا

في صفوف فريق تالافيرا كان هناك لاعب معروف اليوم بالنادي، وهو توني غارسيا المدير الرياضي الحالي. سيشاهد غارسيا المباراة من المدرجات ولكن بمشاعر قوية مرتبطة بالماضي. تذكر توني تلك المباراة الودية في 2002 قائلاً: “لم يكن لدينا نفس الحماس كما هو الحال اليوم، لكننا كنا نملك نفس الرغبة.” وأشار إلى إعجابه بمهارات بعض اللاعبين مثل مونيتيس وسيلاديس.

عودة محملة بالذكريات

في ذلك الوقت، لم يكن الملعب ممتلئًا بالكامل؛ حيث حضر حوالي 2000 متفرج فقط المباراة التي أقيمت رغم إضافة مدرج مؤقت في الجهة الشمالية. لكن الوضع سيكون مختلفًا تمامًا اليوم، إذ يُتوقع أن يكون إيل برادو مكتظًا بالجماهير لاستقبال ريال مدريد في مباراة رسمية. يجدر بالذكر أن توني غارسيا يحمل أيضًا ذكرى أخرى مؤلمة أمام الفريق الأبيض؛ إذ كان جزءًا من فريق توليدو الذي أقصى ريال مدريد من كأس الملك عام 2000. لذا فإن عودة ريال مدريد إلى تالافيرا ليست مجرد مباراة رياضية فحسب، بل هي تجسيد لذاكرة مشتركة تجمع بين الاحتفالات الأوروبية والمسارات الفردية والارتباط الإقليمي.

بعد أكثر من عشرين عامًا على التتويج باللقب التاسع، يعود ريال مدريد إلى إيل برادو بشكل مختلف ولكن بنفس الأهمية الرمزية.