شهدت سياسة ريال مدريد الجديدة في إدارة اللاعبين الشباب تحولاً ملحوظاً، حيث أصبحت تركز على بيع جزء من حقوق اللاعبين بدلاً من الاعتماد فقط على الإعارات. في السنوات الأخيرة، أظهر النادي الملكي قدرة استثنائية على زيادة قيمة لاعبيه بعد مغادرتهم. بدلاً من تقديمهم للإعارة، يبيع ريال مدريد 50% من الحقوق الاقتصادية لبعض اللاعبين مع الاحتفاظ بخيار إعادة الشراء أو نسبة من أي صفقة مستقبلية.
هذا النهج يمكّن الأندية التي تشتري هؤلاء اللاعبين من التفاعل بشكل أكبر معهم، حيث يمكنها الاحتفاظ بهم لفترة أطول. وفي الوقت نفسه، يحتفظ ريال مدريد بالتحكم الجزئي ويستفيد من أي تقدم رياضي أو مالي لهؤلاء اللاعبين. حتى الآن، يوجد حوالي عشرة لاعبين غادروا النادي وفقاً لهذا النموذج، وقد شهد العديد منهم زيادة كبيرة في قيمتهم السوقية.
نموذج النجاح: حالة نيكو باز
أحد أبرز الأمثلة هو نيكو باز، الذي انتقل إلى نادي كومي الإيطالي بقيمة تقديرية بلغت 10 ملايين يورو، لكنه الآن يُقدّر بـ 65 مليون يورو وفقاً لأحدث تحديثات موقع Transfermarkt. هذه الزيادة الكبيرة تعكس الأداء المتميز الذي قدمه اللاعب في الدوري الإيطالي.
تقدم آخرون: جاكوبو رامون وتشما دي أندريس
لا يمكن إغفال جاكوبو رامون الذي انتقل إلى كومي أيضاً مقابل مليون يورو الصيف الماضي، والآن تقدر قيمته بـ 18 مليون يورو. بينما تشما دي أندريس الذي انتقل إلى شتوتغارت مقابل 800,000 يورو، وارتفعت قيمته إلى 14.8 مليون يورو. كما أن فيكتور مونيوز في أوساسونا وإل تورو في إلتشي يتبعان نفس المسار.
يواصل ريال مدريد أيضاً متابعة لاعبين آخرين غادروا النادي في وقت سابق مثل ماريو جيلا وأليكس خيمينيز وأنطونيو بلانكو وسيرجيو أرياس. بعض هؤلاء قد يعودون إلى النادي بينما قد يجلب الآخرون عوائد مالية من الانتقالات.
أما بالنسبة لقضية تاكيفوسا كوبو، فقد انتقل بقيمة 30 مليون يورو، وارتفعت قيمته إلى 60 مليون يورو قبل أن تعود إلى قيمتها الأصلية دون التوصل إلى اتفاق نهائي مع ريال سوسيداد.
مع استمرار هذه الاستراتيجية الناجحة، يبدو أن ريال مدريد قد وضع حجر الأساس لمستقبل مشرق يعتمد على تطوير اللاعبين وإدارتهم بطرق مبتكرة. هل ستستمر هذه السياسة في تحقيق النجاح للنادي؟


Commentaires
0 commentaires
Connectez-vous pour commenter